جواب: ما الذي يمكن تسميته أكثر الأشياء المدهشة التي جعلتها أجهزة الكمبيوتر ممكنة؟
آلان كاي: ما زلت تحاول معرفة كيفية التفكير بشكل أفضل.
أعتقد أن الجواب سيكون مشابهًا جدًا للإجابة على السؤال "ما هو الأكثر إثارة للدهشة من أن الكتابة (ثم المطبعة) أتاحت ذلك".
النقطة المهمة ليست أن الكتابة والطباعة جعلتا من الممكن نوعًا مختلفًا تمامًا من السفر في الزمان والمكان ، فهذا جانب رائع ومهم ، لكن هناك طريقة جديدة للتنقل عبر الأفكار ، كنتيجة لما يعنيه تعلم القراءة والكتابة بطلاقة. أظهرت العديد من الدراسات أن ثقافة الكتابة المتقدمة تختلف نوعيًا عن الثقافات الشفوية التقليدية ، وأن هناك علاقة بين الكتابة والحضارات ، وهذه ليست مصادفة.
حدثت تغييرات نوعية أخرى مع ظهور الطباعة ، وكل من هذه التغييرات محيرة بعض الشيء ، لأن كل واحد منهم كان في الأصل نوعًا من أتمتة ما كان قبل: تسجيل الكلام والطباعة المكتوبة. في كلتا الحالتين ، كان الفرق "ماذا؟". "ماذا بعد؟" إنه مرتبط بـ "كيف يختلف" ، ماذا يحدث عندما يكون الشخص يجيد أي أداة ، خاصة تلك التي تحمل الأفكار والأفعال.
لا يزال هناك الكثير مما يمكن إضافته والذي سيتجاوز حجم الإجابة القياسية على Quora ، لكننا أولاً سننظر في معنى الكتابة والطباعة للتوصيف والحجة. تتوفر الآن طرق جديدة للكتابة والقراءة في شكل وحجم وهيكل ونوع المحتوى. وكل هذا يتطور مع أنواع جديدة من الأفكار.
في ضوء ذلك ، يمكن طرح السؤال على النحو التالي: ما هو الجديد والمهم للغاية الذي تجلبه أجهزة الكمبيوتر. فكر فيما يعنيه ليس فقط وصف فكرة ، ولكن أيضًا لتكون قادرًا على نمذجة وتنفيذ واستكشاف عواقبه وافتراضاته الخفية كما لم يحدث من قبل. كتب جوزيف ليكلايدر (JCR Licklider - جوزيف كارل روبنيت ليكلايدر) ، الذي نظم أول دراسة ARPA ، والتي أدت إلى تقنيات اليوم لأجهزة الكمبيوتر الشخصية والشبكات في كل مكان ، في عام 1960 (لإعادة صياغة قليلاً): "بعد بضع سنوات ، ستبدأ العلاقة بين الناس وأجهزة الكمبيوتر في التفكير هكذا كما لم يخطر على بال أحد ".
كانت هذه الرؤية في البداية تتوافق مع أدوات ومركبات إضافية ، ولكن سرعان ما تم اعتبارها فكرة أكبر عن تغيير أنواع الاتصالات وأنواع التفكير التي قد تكون ثورية مثل تلك التي جلبتها الكتابة والطباعة.
لفهم ما حدث ، نحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على تاريخ الكتابة والطباعة لنشير إلى نتيجتين مختلفتين تمامًا: (أ) الأولى ، تغييراً هائلاً على مدى السنوات الـ 450 الماضية في طريقة رؤية العالمين المادي والاجتماعي من خلال اختراعات العلوم والإدارة الحديثة ، و (ب) أن معظم الناس الذين يقرؤون من حيث المبدأ لا يزالون يفضلون في الغالب الكتب الخيالية والتنمية الذاتية والدين وكتب الطهي وغيرها (استنادًا إلى أكثر الكتب قراءةً في أمريكا على مدار السنوات العشر الماضية). جميع المواضيع التي من شأنها أن تكون مألوفة لأي رجل الكهف.
إحدى طرق النظر إلى ذلك هي أنه عندما تنشأ طريقة تعبير قوية جديدة كانت تفتقر إلى جيناتنا لتصبح جزءًا من الثقافات التقليدية ، نحتاج إلى تعلم كيفية امتلاكها واستخدامها بحرية. بدون تدريب خاص ، سيتم استخدام الوسائط الجديدة بشكل أساسي لأتمتة أشكال التفكير القديمة. وهنا أيضًا ، تنتظرنا العواقب ، خاصة إذا كانت الوسائل الجديدة لنشر المعلومات أكثر فاعلية من القديمة ، والتي يمكن أن تؤدي إلى تخمة ، والتي تعمل مثل العقاقير القانونية (كما في حالة قدرة الثورة الصناعية على إنتاج السكر والدهون ، وفي البيئة هناك فائض من القصص والأخبار والحالات وطرق جديدة للتفاعل اللفظي.
من ناحية أخرى ، كل العلوم والهندسة تقريبًا ممكنة فقط بفضل أجهزة الكمبيوتر ، وبصورة رئيسية بسبب قدرة أجهزة الكمبيوتر على صياغة الأفكار بنشاط (بما في ذلك "فكرة التفكير") ، مع الأخذ في الاعتبار المساهمة الهائلة التي قدمتها الصحافة بالفعل.
أشار أينشتاين إلى أنه "لا يمكننا حل مشكلاتنا بنفس مستوى التفكير الذي خلقها". يمكننا استخدام أجهزة الكمبيوتر لحل العديد من أكبر مشكلاتنا بطرق جديدة.
من ناحية أخرى ، سنواجه مشكلات فظيعة إذا استخدمنا أجهزة الكمبيوتر لإنشاء مشاكل بمستوى جديد ، لم يتم تكييف مستوى تفكيرنا ، والذي يجب تجنبه والقضاء عليه. يمكن العثور على تشبيه جيد في عبارات "الأسلحة النووية تشكل خطرا على أي إنسان" ، ولكن "الأسلحة النووية في أيدي رجال الكهوف هي أكثر خطورة".
اقتباس عظيم من هارت: "يجب أن نضمن أن الحكمة الإنسانية تتجاوز القوة البشرية".
ونحن لا نكتسب الحكمة دون بذل جهود كبيرة ، خاصة مع الأطفال الذين بدأوا للتو في تكوين أفكارهم حول العالم الذي ولدوا فيه.
ترجمة: يانا Shchekotovaالمزيد من المقالات التي كتبها آلان كاي